أنهى برشلونة هيمنة غريمه ريال مدريد على الكلاسيكو في آخر عامين، وانتصر في ملعب سانتياجو برنابيو برباعية نظيفة، اليوم الأحد، ضمن منافسات الجولة الـ29 من الدوري الإسباني.
الفريق الملكي وجد نفسه بين أنياب برشلونة منذ بداية المباراة وحتى نهايتها، مما مهد طريق البارسا نحو افتراسه بسهولة.
ويستعرض “كووورة” في السطور التالية الأسباب التي أسهمت في خروج الفريق الكتالوني فائزا بالكلاسيكو:
خطايا أنشيلوتي
دخل الريال المباراة بدون مهاجمه الفرنسي كريم بنزيما، الذي عانى من إصابة عضلية تعرض لها خلال مواجهة ريال مايوركا في الجولة الماضية، مما دفع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لإجراء بعض التعديلات لتعويض غيابه.
مدرب الريال فاجأ الجميع بتغيير طريقة اللعب، حيث قرر نقل لوكا مودريتش من الوسط إلى الهجوم، للعب دور المهاجم الوهمي، وهو ما لم يعتد عليه طوال مسيرته، ليؤكد ذلك مدى الارتباك الخططي الذي أصاب أنشيلوتي قبل المباراة.
بل اتضح اعتماد أنشيلوتي على طريقة مختلفة عند امتلاك البارسا للكرة، بالتحول من (4-3-3) إلى (4-5-1)، بوضع مودريتش في المقدمة للقيام بالضغط المتقدم، فيما يعود الجناحين لمساعدة الأظهرة، وأحيانا يتقدم توني كروس لمساعدة زميله الكرواتي في الأمام.
الارتباك الذي أصاب أنشيلوتي عند التحضير للمباراة بعد علمه بغياب بنزيما، انتقل إلى لاعبيه بسبب تغيير طريقة اللعب بشكل مفاجئ، مما جعلهم تائهين على أرض الملعب منذ الدقيقة الأولى.
تفوق تشافي
على الجانب الآخر، لم يغير تشافي هيرنانديز طريقته المفضلة (4-3-3)، وهو ما منح الفريق ثباتا وأريحية واضحة منذ انطلاق المباراة.
وفرض الفريق الكتالوني هيمنته على مجريات اللعب واعتمد على الاستحواذ والضغط العالي، ما أظهر لاعبي الريال عاجزين عن الخروج بالكرة من منتصف ملعبهم.
ووضح أن تشافي جهز نفسه جيدا للمواجهة من خلال حسن استثمار غياب كريم بنزيما والظهير الأيسر فيرلان ميندي، حيث أعاد توظيف لابه الصلب أراوخوا في مركز الظهير الأيمن ليشكل جبهة مزدوجة مع ديمبلي، بالضغط على ناتشو، وفي الوقت نفسه إيقاف خطورة فينسيوس، وهو ما نجح في تنفيذه إلى حد بعيد.
كما نجح ديمبلي في استباحة الجبهة اليسرى للريال، ولم يتمكن ناتشو من مجاراة سرعة الجناح الفرنسي طوال الشوط الأول الذي أنهاه البارسا متقدمًا بثنائية دون رد.
ترميم أخفق في إغلاق الثغرة
وحاول أنشيلوتي سد هذه الجبهة مع بداية الشوط الثاني، بخروج داني كارفاخال ونزول إدواردو كامافينجا مع تحويل ناتشو إلى مركز الظهير الأيمن، وتواجد دافيد ألابا على الجانب الأيسر، مع تحول لاعب الوسط كاسيميرو إلى قلب دفاع بجوار ميليتاو.
تغيرات عديدة في الأدوار والمراكز أصابت الريال بحالة شلل تام داخل أرض الملعب، ليسجّل برشلونة هدفين جديدين مع بداية الشوط الثاني، ويقضي على الآمال المدريدية في العودة، وبعدها بدأ لاعبو البارسا في تناقل الكرات، مع شن هجمات خطيرة بين الحين والآخر.
وكان الثنائي بيير إيميريك أوباميانج وفيران توريس الأكثر توهجا بين لاعبي البارسا، حيث نجحا في استغلال حالة التوهان التي ظهر بها الدفاع الملكي، ليجد الحارس تيبو كورتوا نفسه أمام وابل من الهجمات، علمًا بأنه أنقذ مرماه من أهداف أخرى رغم الرباعية.